وتخلص فاتن الحاج في "الأخبار" اللبنانية أيضا إلى أن "بيروت مدينة غير صديقة للأطفال. فرغم توافر 40 حديقة فيها، إلا أن هذا العدد غير كافٍ مقارنة بمساحة العاصمة وكثافتها السكانية".
وتقول مها عيسى، المعمارية المتخصصة في تنسيق الحدائق والمساحات العامة، إن "عدم تضمين تخطيط المدينة مساحات خضراء للأطفال يجعلنا نخسرهم كمواطنين مستقبليين معنيين بشؤونها".
وتضيف: "ما زاد الأمور سوءاً أنه بفعل تغير النسيج العمراني والمضاربات العقارية اختفت الحارة، وهي مساحة بين الملك الخاص والملك العام تحصل فيها التنشئة الاجتماعية تحت عيون أهلها، وبالتالي بات الأطفال إما محشورين داخل عقارات خاصة أو في الشارع".
باتت فكرة الإجازات الطويلة، المرتبطة عادة بالشباب الباحثين عن المغامرة، تستهوي أيضا كبار السن بهدف كسر رتابة الحياة.
قبل
عامين، قرر كريس هيرمان، وهو من مدينة بيرث بأستراليا، أن يخوض تجربة الترحال، وانطلق في رحلة حول العالم استغرقت 12 شهرا. أمضى منها ثلاثة أشهر في مدينة بلنسية الإسبانية مستمتعا بإيقاع الحياة، وبعدها تنقل بين بلدان
أمريكا الوسطى والجنوبية، وأنهى جولته برحلة إلى جنوب شرق آسيا. يقول هيرمان إن هذه التجربة كانت رائعة رغم أنه لم يخطط لها مسبقا. فبعد أن توفيت زوجته عن عمر يناهز 40 عاما، رأى هيرمان أن قرار الحصول على
إجازة طويلة للسفر إلى الخارج هو القرار الصائب. ويقول "نبهتني الصدمة إلى أن الحياة زائلة. فقد وصلت زوجتي إلى محطتها الأخيرة أما أنا فلا تزال رحلتي مستمرة. وهذا جعلني أرغب في اقتحام مجالات جديدة لاستكشاف خباياها".
وفي بلنسية، استأجر هيرمان، الذي يبلغ من العمر الآن 64 عاما، شقة، وساعدته مواقع التعارف على إقامة صداقات وممارسة أنشطة جديدة. وفي رحلاته الاستكشافية، كان ينزل ببيوت الشباب منخفضة التكلفة.
ولا ينكر هيرمان، رجل الأعمال السابق، أن الإقامة في مكان أغلب نزلائه من الشباب لم تكن بالأمر الهين، ولكنه تعلم الكثير من الجيل الأصغر سنا، إذ استمد حماسته من جرأتهم في السفر وفضولهم الثقافي، خاصة بعد أن دخل معهم في نقاشات في موضوعات شتى.
ففي غواتيمالا، استمع إلى آراء الشباب هناك عن الحرب الأهلية. ولم تكد تنتهي رحلته البحرية من كولومبيا إلى بنما، حتى أقنعه بعض الشباب على متن السفينة بالعدول عن رأيه في قضية إباحة المخدرات.
ويقول هيرمان "مادمت خرجت من دائرة الأمان، فستكون أي خطوة لاحقة أيسر بمراحل".
الترويج للسفر والمغامرة في مرحلة الكهولة
يحصل الطلاب عادة في بعض البلدان على إجازة من الدراسة لمدة سنة، لخوض تجارب جديدة، مثل السفر أو التطوع أو العمل لفترة مؤقتة، وهو ما يطلق عليه "سنة الانقطاع".
ويختلف مفهوم سنة الانقطاع أو الاستراحة من بلد لآخر، ففي المملكة المتحدة، يحصل معظم الطلاب على إجازة لمدة سنة قبل الالتحاق بالجامعة، بينما في أستراليا ونيوزيلندا يرجئ البعض هذه الإجازة حتى الانتهاء من الدارسة الجامعية.
No comments:
Post a Comment